أثارت ترسانة الأسلحة الضخمة التي استولت عليها طالبان من القوات الأفغانية تساؤلات حول ما يمكن أن تفعله الحركة بهذه الغنيمة.
وذكر موقع "دفنس نيوز" الأمريكي أنه "بمجرد سيطرة طالبان على مطار قندهار، لم يمضِ وقت طويل حتى انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مسلحي طالبان بجوار طائرات هليكوبتر عسكرية مثل بلاك هوك أمريكية الصنع وطائرات (إم آي -17) سوفيتية الصنع".
وعقب استيلاء الحركة على مطار مزار شريف، ظهرت المزيد من الصور، تظهر عناصر طالبان يقفون بجوار طائرة هجومية من طراز إيه-29 وطائرة هليكوبتر متعددة الاستخدامات من طراز إم دي-530.
ومع خضوع أفغانستان لسيطرة طالبان، لم يعد السؤال هو ما إذا كانت الحركة ستتمكن من الوصول إلى مخزون القوات الجوية الأفغانية من الطائرات والمروحيات التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأفغاني، ولكن ماذا يمكن أن تفعل بها، وماذا يمكن للجيش الأمريكي القيام به ردا على ذلك؟
وأقر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، بأن "كمية لا بأس بها من الأسلحة الأمريكية وقعت في أيدي طالبان"، مضيفا "لسنا متأكدين من أنهم سيعيدونها إلينا".
وقال سوليفان إن "الولايات المتحدة لم تقدم مروحيات بلاك هوك لطالبان. بل منحتها للقوات الأفغانية، بناءً على طلب الرئيس أشرف غني"، مشيراً إلى أن "الرئيس جو بايدن اختار أن يستجيب لهذا الطلب، رغم إدراكه لخطر سقوط هذه المروحيات في أيدي طالبان".
قوة جوية
وأشار "دفينس نيوز" إلى أن آخر تقارير مكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان، تفيد بقيام الولايات المتحدة بتسليم القوات الجوية الأفغانية 211 طائرة مروحية أو ثابتة الجناح، لكن 167 منها فقط كانت صالحة للطيران حتى 30 يونيو/ حزيران الماضي.
حتى الآن، لم تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية عدد الطائرات التي استولت عليها طالبان، وعدد الطائرات التي لا تزال صالحة للعمل، وعدد الطائرات التي نقلها طيارو القوات الجوية الأفغانية بأمان إلى مكان آمن نسبياً في البلدان المجاورة.
ووفقا للتقرير، كانت القوات الجوية الأفغانية تمتلك 23 طائرة هجومية من طراز إيه-29 وأربع طائرات شحن من طراز سي-130 و33 من طائرات سيسنا كارافان التي تستخدم في النقل العسكري وتنفيذ الهجمات الخفيفة.
وأشار أيضا إلى أن سلاح الجو الأفغاني كان يمتلك حوالي 150 طائرة هليكوبتر، من بينها مروحيات أمريكية الصنع تشمل مروحيات بلاك هوك يو إتش-60 وبلاك هوك إم دي-530 الهجومية، المزودة برشاشات آلية وصواريخ.
لكن برغم قدرات هذه الطائرات، يقول الجنرال مارك كيلي، قائد قيادة القتال الجوي الأمريكي إن طالبان ستواجه قائمة طويلة من العقبات إذا سعت إلى استخدام هذه الطائرات بنفسها، سواء تعلق الأمر بالطائرات أو المروحيات العسكرية.
وقال كيلي لموقع ديفينس نيوز إن "طالبان لا تمتلك طيارين مدربين قادرين على التحليق بالطائرات بأمان واستخدام أجهزة الاستشعار وتحميل واستخدام الأسلحة".
وأكد أن العقبة الكبرى التي تواجه طالبان تتمثل في التكلفة والخبرة والخدمات اللوجستية المرتبطة بصيانة الطائرات، قبل وبعد الرحلة.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك...